20/04/2024 02:22
موريتانيا
التعليم
الصحة
تقنيات المعلومات
البيئة
التنمية و الاقتصاد
الحكم الرشيد
الشباب و الرياضة
المرأة و التنمية
الزراعة
السياحة
الأمن الاجتماعي
الثقافة
 
             
 
         
 
  الصحة  
     
استراتجية الوزارة
وباءات
صحة الأم والطفل
أدوية و صيدليات

 

بعد أسبوع على إضراب الأطباء: شلل للقطاع الصحي  

زيارة واحدة لأكبر مستشفيات البلاد " مركز الاستطباب الوطني" هذه الأيام تنبئك عن هشاشة الوضع الصحي وضعف اهتمام كافة المعنيين به... عشرات المواطنين المرضى في كل الغرف يعلوهم الذباب ولا يجدون من الدواء والعطف إلا دموع مرافقيهم وتوسلاتهم لكل من يرتدي بزة بيضاء على قلته ولو كان بوابا أن ينظر بعين الرحمة والشفة ولا يهمل أخلاقيات المهنة في حق مريضهم، أروقة المستشفى خالية من الحركة المعهودة للأطباء والممرضين حتى لكأن الزائر يحسب أنه في  صحراء قاحلة .. ليس جناح الحالات المستعجلة بأحسن حظا فهنالك أيضا الصورة نفسها والقاسم المشترك بين كل أجنحة المستشفى هو غياب الأطباء وسماع أنات المرضى وملاحظة حيرة مرافقيهم .. وقد وصل الأمر لدرجة ان الموتى لم يجدوا من يرحمهم ويساعد ذويهم بإخراجهم من المستشفى .. المرافقون في حيرة من أمرهم فالمستشفى بعد ان كان ملاذا للمرضى أصبح وبالا عليهم  والعيادات الخاصة أيضا طالها طوفان الإضراب لكي يبقى المرضى ضحية صراعات "وعمليات لي ذراع " لا ناقة لهم فيها ولا جمل" بين الأطباء ووزارة الصحة.. حتى  الحركة أمام صيدليات المستشفى تشهد على ان لا علاج ولا دواء في اكبر مركز صحي بالبلاد.

شلل عام وحيرة لدى المرضى ومرافقيهم...

بداية الرحلة كانت زيارة لمصلحة الحالات المستعجلة باعتبارها الواجهة الأكثر زيارة في أي مستشفى بالعالم.. كان الازدحام المعهود عند البوابة غائبا وعدد المراجعين يحسب على أصابع اليد الواحدة وفي الداخل كلن ثمة طبيبان في الجناحين مع فردين او ثلاثة من الأطباء المساعدين ورغم ما يبذله ذينك من مجهود فإننا لاحظنا أنهما لا يقومان إلا بالتخفيف اللفظي أساسا عن المرضى ومرافقيهم بالقول "انتظروا الطبيب حتى يأتي لقد ذهب للغداء مثلا" أما المرضى فعددهم قليل وكذا ك مرافقوهم ، لكن السمة العامة هي غياب العناية الصحية والشلل التام .مريم وهي مريضة مصابة بالسكري قالت لنا" انها عانت من إضراب الأطباء فهي تسكن في عرفات ومنذ أسبوع وهي تأتي بحثا عن طبيب يعالجها ولا تجده وحتى العيادات الخاصة أيضا أغلقت أبوابها دون المرضى، واليوم مرض ابنها الصغير واتت به للحالات المستعجلة لكنها لم تجد من يلتفت اليها، ولا يختلف حالها عن حال نسوة كثر غيرها لديهن أطفال مصابون بنزلات برد لكنهم لم يجدوا من يعالجهن ليكون البكاء الحار هو آخر العلاج، تماما كحال أخي المواطن "م" الذي أصيب بأوجاع الرأس والحمى واحضره الى هنا لكنه لم يجد من ينظر اليه او يسعفه.. وعلى الأسرة القليلة في غرفة المعاينة الرئيسية هنالك نساء ورجال مرضى في حالات يرثى لها لم يجدوا من يسعفهم او يسعفهن أيضا.مرافق مريضة روى لنا هذا المشهد :" لقد وصلنا الساعة الثانية عشر يوم أمس إلى الحالات المستعجلة بالمستشفى المركزى ومعنا فتاة مصابة بالزائدة الدودية وبعد أخذ ورد أخبرونا أن أى حالة غير مستعجلة لن يتلقى صاحبها العلاج داخل المستشفى قبل فك الإضراب.حاولنا إقناع القائمين على المركز بخطورة وضعية الفتاة لكن دون جدوى...استمرت على حالتها وبعد أن بلغت بها الآلام مرحلة متقدمة كانت صرخاتها تملأ المكان وكان بعض أفراد العائلة فى حالة صدمة، وفى الأخير تدخل الطبيب المداوم وأمر لها بفحص ليتأكد أن حالتها بالفعل خطرة وكانت الساعة تقترب من الخامسة مساء وبعدها مباشرة أجريت لها العملية ونحن هنا نسأل الله لها الشفاء...في إحدى غرف قسم الكسور التقينا أحد الشبان وهو على سرير المرض بعد أن نجح أقاربه فى إقناع الأطباء بإجراء عملية لرجله التى تكسرت قبل نصف شهر تقريبا ..وقد اخبرنا أبوه بأنه لا يعرف الطبيب الذى أجرى له العملية، لكنه يدرك عمق المأساة التى عاشها منذ أسبوعين داخل المستشفى ولا يدرى هل ستتواصل معاناته بعد اليومالحكايات كثيرة والمواطنون كانوا ممتعضين من هذه الوضعية، حيث لم يخف بعضهم المرارة من موقف الدولة وضعف اهتمامها بالمواطن قائلا" موريتانيا ليست دولة فكل شيئ سيئ هذه الأيام حتى أرواح الناس لا حرمة لها " وقد انتقد أولئك المرضى ومرافقوهم وغيرهم طريقة إضراب الأطباء وعدم عطفهم على المرضى وتعريض حياة الأبرياء للخطر معترفين بحقهم في نيل حقوقهم، في حين اتهموا وزارة الصحة بالفوضوية وعدم المسؤولية ودعوا الرئيس الى التدخل بصفة شخصية لإصلاح القطاع وإنقاذ حياة مئات الأبرياء المهددين بالموت في حال تواصل الاضراب. .

الصيدليات : نتائج الاضراب سيئة

بعض الصيدليات الموجودة أمام المستشفى عبر لنا أصحابها عن امتعاضهم من الاضراب الذي قالوا انه اثر على حركية الأدوية وشلل بدرجة كبيرة هذا المرفق الصحي الحيوي الذي يعتمدون عليه في بيع الأدوية، ذلك انه اذالم يكن هنالك علاج لن تكون هنالك وصفة طبية"ر" بائع في صيدلية قال "إنهم أصبحوا يسأمون من الانتظار اليومي الطويل في الصيدليات دون وجود مشترين وان الخسائر اليومية للمستثمرين في القطاع مكلفة حيث اثر الاضراب بصورة كبيرة على الدخل وذلك سيؤثر على أشياء كثيرة كالإيجار ورواتب العمال والضرائب وحتى فاتورة شراء الأدوية مستقبلا.اما "البائع"ن: " فأكد ان قطاع الصيدلية يعيش ركودا كبيرا منذ بداية الاضراب، منتقد ا ان يتم التلاعب بأرواح الأبرياء بهذه الص2ورة في مماحكات سياسية وإدارية بين الوزارة والأطباء وأكد أن الاضراب طالت فترته سيؤدي الى خسائر كبيرة للمستثمرين والعمال في قطاع الصحة عموما والصيدلة خصوصا .صيدلية المستشفى المركزية شلها الاضراب أيضا تقول المداومة فيها  عن وضعية عملها منذ بداية الإضراب فردت " لقد استرحت من التعب منذ أسبوع وهذه أول راحة لي منذ سنة من العمل كما وجدت فرصة للراحة واللقاء بالصديقات والحديث معهن، لكنني أتألم لأنني اعرف ان وراء راحتي هذه توجد عشرات حالات المرضى التي يعاني أصحابها وأنا أتألم لهم وارجو لهم الشفاء العاجل"

 الأسباب.. وموقف الأطباء...

الأزمة التي أدت للإضراب تعود لسنتين خلت حيث بدأت نقابات تطالب بضرورة اعتماد نظام أساسي  للصحة ورأت ان عدم وجوده مجحف في حق منتسبيها لعوامل كثيرة منها عدم وضع معايير منصفة للترقية  وبقاء جوهر المشكلة جوهر المشكلة مع الوزارة وهو ضرورة تحسين ظروف الأطباء المادية والمعنوية وتوفير ظروف عمل ملائمة لهم  كما يحدث في الدول المجاورة، وانضافت الى هذه النقاط ما يعرف بقضية وزير الاقتصاد والمالية" ولد حم فزاز  الذي يرى الأطباء انه  افشل الاتفاق الذى أبرمه الأخصائيون قبل شهر مع الزين ولد زيدان الوزير الأول وهدد بقطع رواتب الأطباء ان استمروا في الاضراب حسب بعض المصادر الإعلامية مما أدى لوقف كافة الخدمات غير الضرورية فى المستشفيات العمومية والخصوصية فى البلاد..كما اتهم الأطباء وزارة الصحة بمنعهم من حقهم المشروع في فتح الصيدليات والعيادات الخاصة في وقت تعطى فيه العيادات وبالجملة لرجال الأعمال وسماسرة الأدوية والتجار.وقد شارك فى الإضراب كافة الأطباء الأخصائيين فى العاصمة والولايات الداخلية وفى المستشفيات الرسمية والعيادات الخاصة احتجاجا على رفض الحكومة للمقترح الذى تقدم به الأطباء والقاضي باعتماد بنظام اساسى للعاملين فى القطاع.  وقد نظم اتحاد الأطباء الأخصائيين الموريتانيين صباح أمس وقفة احتجاجية في مقر السلك الوطني للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان أعرب فيها الأطباء عن استياءهم مما وصفوه انتهاج وزارة الصحة "أسلوب المماطلة وقلب الحقائق والإعراض عن مواجهة المشكل بالأسلوب الذي يفضي إلى حل عادل" لمشكلتهم.وعبر الأطباء في بيان وزعوه أثناء وقفتهم الاحتجاجية عن " استهجانهم "لادعاء وزير الصحة أمام البرلمان يوم أمس بأن الاستشفاء لم يتأثر بإضراب الأطباء" الذي وصفوه بأنه يدل على عدم نضج هذه الإدارة ومحدودية خبرتها في معالجة الأمور الحساسة. ونوه البيان بالاستجابة التامة لأعضاء النقابة لقرار الإضراب، مذكرا بأن حل الأزمة يكون بالحوار البناء لتفهم مشكل القطاع وإنصاف هذه الفئة"

وزارة الصحة: تهدد بتعليق رواتب الأطباء المضربين

أفادت مصادر مقربة من النقابات الطبية للأخبار أن وزارة الصحة قررت دعوة المجلس الأعلى للوظيفة العمومية للانعقاد اليوم للنظر في قضية إضراب الأطباء ، في حين أوردت مصادر إعلامية محلية متعددة أن وزارة ان وزارة الوظيفة العمومية هددت بتعليق رواتب الأطباء الاختصاصيين المضربين عن العمل بالمستشفى الوطني ووصفت إضرابهم بأنه غير مبرر. وقالت الوزارة فى رسالة لاتحاد الأطباء :" إن عليهم التراجع عن إضرابهم ملوحة بسلسلة من الخطوات العقابية بالتزامن مع تصعيد الإضراب قد تصل إلى الطرد من الوظيفة".ونقلت مصادر إعلامية مستقلة عن مصدر مسئول فى نقابة الأطباء يوم السبت الماضي  قوله :" إن الأطباء لا ينوون فك إضرابهم الذى أعلنوه قبل أيام ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم التى وصفوها بالعادلة".كما كشفت مصادر حكومية عن طلب تقدم به الوزارة الأولى الموريتانية إلى إدارة التشريع تطالبها فيه بالبحث عن مخرج قانونى يمكن للحكومة من خلاله اتخاذ سلسلة إجراءات عقابية ضد قياديي الإضراب الذي بدا منذ أسبوع وشل القطاع الصحي بصفة شبه عامة في موريتاني

الغة الأرقام الصحية في موريتانيا...

تقول لغة الأرقام ان موريتانيا لا توفر إلا 60 % من التغطية الصحية الأولية لمواطنيها وان عدد العاملين في القطاع الطبي "أطباء وممرضون لايتجاوز1200 طبيب اما عدد المتخصصين فلا يصل أكثر من 200 وعدد الصيادلة لا يصل أكثر من 80 وعدد الجراحين لا يفوق 40 منهم حوالي 6 مبرزين وان موريتانيا تحتاج اكتتاب 250 طبيبا كل سنة للوصول للمعدل العالمي 1طبيب لكل 1000 ساكن بدل المعدل الحالي 1طبيب لكل 10000ساكن في حين توجد بطالة الأطباء ويستدعون لشغل وظائف إدارية.اما عدد المستشفيات الرئيسية فلا يتعدى ثلاثة مع وجود مستشفيات متوسطة في الداخل ونقاط صحية في مختلف المناطق ، لكن قطاع الصحة يعاني ضعفا كبيرا في البنية التحتية والتجهيزات المختلفة ونقصا في  تكوين الكثير من الكوادر الطبية وشح وسائل الكشف والعلاج المتقدمة وسيارات الإسعاف والرقابة الصحية الحقيقية والمشفقة على المرضى وضعف طاقة استيعابهم داخل المستشفيات مما أدى الى هجرة الكثير منهم للبحث عن العلاج خارج موريتانيا. أضف الى ذلك غلاء الأدوية وخوصصة القطاع الصحي العمومي الذي أصبح جميع العلاج فيه تقريبا هو كتابة وصفة بدون فحص غالبا.. وسبب ذلك سيطرة العيادات الخاصة وهجرة المرضى اليها لضعف العناية ورداءة الخدمات في المستشفيات العمومية وذلك حسب المواطنين وبعض المنظمات الاجتماعية المهتمة

نواكشوط ـ محمد ولد محمد الأمين (نافع)

 
Source: saharamedia.net  

 
   

Votre commentaire
 
Nom
Email
Commentaire
 



جميع الحقوق محفوظة 2023 البوابة الموريتانية للتنمية
Tel : 20 30 40 72 - 46 45 31 43 - Fax 525 30 23 - BP 4938
Email : ecms30@gmail.com
Email : ecms30@pmd.mr
Nombre de tous les visiteurs : #
Nombre de visiteur en ligne : #

Powered By: MajorSystems